القبائل الليبية والصحراء الكبرى في العصور القديمة بين الامتداد والامتزاج

الملخص

حقيقة الأمر ومنذ البداية لا يمكن القول بتميز القبائل الليبية القديمة عن غيرها، فهي منذ ظهورها في الصحراء الكبرى عاشت على ما تجود به الطبيعة، من مكونات حجرية وأخشاب وعظام أصبحت شواهد على حياتها، علي مر العصور من ما قبل التاريخ، وحتى العصور التاريخية، ودونت أعمالها وممارساتها على جدران الكهوف وصخورها في مناطق استقرارها، بذلك كتبت تاريخها، وقد ظهرت للعيان من خلال زيارات وأبحاث ودراسات قام بها الباحثون من بينهم ماكبرني Mc Burey ، وفروبينوس Frobenius ، وهنرى لوث؛حيث اكتشفوا الأدوات الحجرية والعظام المستخدمة في وسط وشمال وجنوب الصحراء، فزان والأكاكاس، وشمالا في مناطق ترهونة وبني وليد وغريان وفي الجنوب الشرقي منطقة العوينات الحدودية بين ليبيا وبلاد النيل والسودان، وهم بذلك يثبتون امتداد هذه القبائل وامتزاجها مع الغير في فترات زمنية موغلة في القدم، وأن الوحدة الحضارية كانت متجذرة فيها، وعملية الامتداد كانت موجودة ولا تفصلها حدود ولا عراقيل، كان من نتائجها التمازج الحضاري، حيث إن جميع الشواهد والقرائن الموجودة حتى هذا التاريخ ومقارنتها بما عاصرها لدى الشعوب الأخرى يظهر التشابه الذي يصل في بعضه لمرحلة التطابق.